مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/11/2022 06:11:00 م

من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
 من الفشل المتكرّر قد يولد النجّاح الباهر
تصميم الصورة وفاء مؤذن
إستكمالاً لمقالنا السابق نكمل ...

 شبح الفشل يستمر في مطاردة "هيرشي":

رأى "ميلتون" في المعرض القادم فرصةً سانحةً قد تقلب حياته، فقرّر إنشاء مصنعه الخاص، وبانعدام امتلاكه للمال، فقد استدان من أحد أقارب والدته مبلغ مئةٍ وخمسين دولار، ثم استأجر مكاناً مناسباً للمصنع، واستدعى أحد أصدقائه ويدعى "ليبي" لمساعدته في العمل

 وبعد وقتٍ قصيرٍ، بدأ المصنع انتاجه، وكان "هيرشي" يبيع المنتجات على عربةٍ صغيرةٍ في الشوارع المؤدية إلى المعرض، ولكنه فشل مرّةً أخرى، ولم تستطع منتجاته جذب اهتمام الناس، فهو لم يكن بائع الحلويات الوحيد في تلك الشوارع.

اكتشاف سر الصّنعة:

شعر "هيرشي" بالاكتئاب بعد فشل مصنعه الصّغير، فقرّر العودة إلى العمل في مصنعٍ شهيرٍ لكي يكتسب المزيد من الخبرة، ولكنه لم يجد ذلك العمل في ولايته، فالمعامل هناك لم تكن تحتاج شخصاً مدرّباً وخبيراً

 فاضطّر إلى السفر إلى مدينة |نيويورك|، وعمل في أحد مصانع| الحلويات| الكبيرة، وأثناء عمله اكتشف بأن المصنع يضيف الحليب إلى حلوى الكراميل، وهذا يعطيها نكهةً مميزةً جداً، ويجعل مدة صلاحيتها أطول قد تصل لعدة أشهر.

من فشلٍ إلى فشل:

بعد مرور ما يكفي من الوقت، شعر "ميلتون" بأنه أصبح قادراً على العودة إلى إنشاء معمله الخاص، فعاد إلى موطنه، واستدان المال مجدداً، وأطلق مشروعه من جديد

ولكنه هذه المرة أيضاً لم يتمكن من| النجاح|، وقد يعود سبب فشله هذه المرة إلى الضغوطات الكبيرة من أهل والدته الذين أدانوه المال وكثيراً ما كانوا يعيّرونه بفشل والده،

 كما أنه عانى من مشاكل في| التسويق|، لأن منتجاته غير معروفةٍ من أحد.

الأصدقاء الحقيقيون يظهرون وقت الشدة:

بعد فشل "هيرشي" الثاني، أصبحت حالته النفسية صعبةً جداً، خاصةً بعد أن رفض أهل والدته مساعدته مرّةً أخرى، بل وطردوه أيضاً، وكذلك كان والداه قد انفصلا وعاش كلٌّ منهما في ولايةٍ مختلفة

 وفي حالة اليأس والإحباط هذه، تذكّر صديقه القديم " ليبي" الذي كان يعمل كمحاسبٍ في إحدى شركات الأخشاب، فلجأ "هيرشي" إليه ومكث عنده لبعض الوقت.

هل أجر الاحسان إلا الاحسان؟

لم يتخلَّ "ليبي" عن صديقه القديم، بل قدّم له كلَّ ما يستطيع 

فاستأجر له مكاناً ليعيد فتح مصنعه من جديد، ودفع أجرته لثلاثة أشهر، كما أعطا صديقه بعض المال لكي يتمكّن من شحن أدواته إلى مكان المصنع، وكان هذا كلُّ ما يستطيع تقديمه لصديقه

 ولكنه كان كبيراً جداً في نظر "هيرشي"، وقرّر ردَّ الجميل لصاحبه عندما يصبح ثرياً.

أحياناً، العمل الجاد قد لا يكون كافياً :

بدأ "هيرشي" العمل في مصنعه للمرة الثالثة، ولكنه كان يحتاج إلى المال، ولم يكن أهل والدته ليساعدوه هذه المرة بعد أن طردوه، فقام بجولةٍ على البنوك حتى وجد بنكاً أقرضه مبلغ سبعمئة دولار

 ولكن فترة |القرض| كانت ثلاثة أشهرٍ فقط، فتوجّب على "هيرشي" أن يصل الليل بالنهار في العمل، واهتم كثيراً بعملية التسويق، ولكنه رغم كلِّ ذلك لم يستطع جمع مبلغ القرض مع أن موعد التسديد أصبح قريباً جداً.


اقرأ المزيد ...

بقلم سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.